السبت، 4 أبريل 2009

"أثرضغوط العمل على الحياه الزوجيه"


عزيزي القارئ، إن الحياة المعاصرة بما تنطوي عليه من ضغوط نفسية وتوقعات ومتطلبات في مكان العمل وساعات طويلة من العمل المتواصل، أصبح الإنسان أكثر عرضة لنقل مشاعره بالقلق والإحباط إلى بيته وأفراد أسرته. فمن الممكن أن يعامل الأب أسرته كما يعامل من قبل رئيسه في العمل، مما يؤدي إلى آثارٍ مدمرة على أفراد عائلته واستقرارها، والبعض قد يضيق ذرعاً بمسؤولياته تجاه البيت نتيجة الضغوط التي يلاقيها في العمل، فيرغب في التمدد على الأريكة ومشاهدة التلفاز فقط، مشكلاً بذلك إهانة تجـاه الزوجـة، ولاسيما إذا كانت هي الأخرى تعاني من الضغوط في البيت نتيجة تربية الأطفال أو العمل.ولكن، لا تيأس عزيزي القارئ، إليك بعض النصائح التي من شأنها أن تحسن الأمـور، وأولها أن تخصص وقتاً تنفـرد فيه مع نفســك قبل دخــولك إلى المنـزل - تسـتطيع أن تقضـيه في السـيارة أو حتى في المنزل - فبضع دقائق تقضيها مع نفسك تساعدك على تغيير حالتك المزاجية. يمكنك على سبيل المثال أن تمارس بعض التمارين الرياضية، أو تقرأ إحدى الصحف، أو أن تأخذ حماماً دافئاً، أو أن تغير ملابسك. فهذه الدقائق التي تختلي فيهـا مع نفسك ستشحن قدراتك وتمدك بالطاقة لقضاء وقت ممتع مع عائلتك.ثانياً، ينبغي أن تتواصل مع زوجتك، فتخبرها عما تمر به من ضغوطات في عملك، فالتواصل بين الزوجين يساعد كلا الزوجين على التفاهم، والوعي بالضغوطات النفسية، ويعزز من قدرتهما على التسامح وغض النظر عن حالات الضيق وتعكر المزاج.ثالثاً، إذا كانت الضغوط النفسية شديدة وتؤدي إلى تباعـد الزوج عن أسـرته وأطفالـه، عندها قد يكون الوقت مناسباً للتفكير جدياً في تغيير الوظيفة أو المنصب الوظيفي، وهنـا على المرء أن يكون صادقـاً مع نفسه ويناقش قيمه ومبادئه أولوياته.من جهة ثانية صحيح أن التفكير في منصب وظيفي مرن ذي ضغط نفسي أقل، ليس بالأمر السهل، ولكن على المرء أن يفكر بالنتائج الأخيرة التي يمكن أن يحصل عليها. فحتى لو كان الراتب الذي سيتقاضاه المرء أقل، إلا أنه من الممكن للمرء أن يتكيف مع هذا التغيير وكذلك أسرته. إن من الضروري أن يعي المرء ما يمكن أن تسببه ضغوط العمل على الزواج والحياة الأسرية، وبالتالي اتخاذ الوقائية التي تحميها. ألا تستحق الحياة الزوجية القليل من التضحية لنجاحها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق