السبت، 4 أبريل 2009

ضغوط العمل...اجهاد نفسي...وسلوكيات سيئه


الحلم الذي بات صعب المنال للبعض.... تحول وجوده عند البعض الآخر إلى كابوس يومي وضغوط قد تؤدي إلى الكآبة والتوتر والإجهاد.... فالوظيفة التي ينظر إليها العديد من الناس على أنها الفرصة الحقيقية لتحقيق الذات وإثبات الوجود سرعان ما تحولت لديهم فيما بعد إلى مصدر يومي للإجهاد النفسي....
حيث يختبر الكثير من الناس من فترة إلى أخرى الضغوط في مجال العمل وهذه تبقى حالة طبيعية ما دامت ضمن حدود المعقول ولكن عندما يصبح الإجهاد النفسي عادة يومية لم نعد نستطيع تحملها لابد عندئذ من البحث عن الحلول اللازمة لنبقى محافظين على نشاطنا المهني وأفراداً فعالين في المجتمع...‏
فما هي أسباب ضغوط العمل هذه ؟.... وما هي الحلول اللازمة لتجنبها ؟....‏
مسؤوليات إضافية‏
تحمل مسؤوليات إضافية خارجة عن حدود قدراتنا قد يكون سبباً مباشراً في الوصول إلى حالة من التوتر والإجهاد قد لا نستطيع التحكم بها في كثير من الأحيان هذا ما أكده صقر عباس /موظف قطاع خاص/ وأضاف: أعمل في مكتب هندسي خاص ولأنني لا أحبذ ازعاج زملائي في العمل وأحاول دائماً كسب صداقاتهم وعدم خذلانهم تحولت بدون أن أشعر إلى آلة تقوم بعمل أكثر مما هو مطلوب منها سواء أكانت أعمالاً مترتبة علي أم مهاماً مطلوب من الزملاء انجازها ولم تنجز.... واستمر الحال على هذا المنوال مدة خمسة أشهر وصل بي الأمر بعدها إلى حالة لا أحسد عليها من الإجهاد ألزمني الفراش مدة اسبوعين متتاليين ولاكتشف بعد فوات الأوان أن كل ماكنت أقوم به مبني على خطأ وبأنني حملت نفسي مسؤوليات خارجة عن حدود قدراتي لذلك أريد أن أتوجه بنصيحة حتى لايقع أي شخص في المطب نفسه وهي "اعرف قدراتك ولا تحملها أكثر" وتعلم قول كلمة "لا" ودون أن تزعج زميلك في العمل وتغضبه....‏
عدم التحكم بالوقت‏
في حين أشار وائل عبدالرحمن /موظف/ إن عدم التحكم بالوقت ضمن أوقات العمل سبب آخر يساعد على الوصول إلى حالة من الإجهاد النفسي لاسيما أن العديد منا وللأسف يضيع وقته أثناء ساعات العمل في أحاديث تافهة وأمور اعتباطية لا أهمية لها متناسياً أن لديه مهاماً أكثر أهمية عليه القيام بها.... هذا ما سيدخله بدون أدنى شك فيما بعد بحالة من عدم التركيز والتوتر ليقف حينها عاجزاً أمام إنجاز ما هو مطلوب منه في الوقت المتبقي لديه...‏
خلافات العمل‏
ويؤيد مهند عيسى ما أشار إليه وائل مضيفاً سبباً قد يكون رئيساً في الوصول إلى حالة الإجهاد النفسي ويتعلق بالخلافات في مجال العمل فيقول: إذا كانت العلاقات بين زملاء المهنة الواحدة والذين يقضون معظم وقتهم خلال النهار في مكان واحد متأزمة تتحول حينها حياة الموظف إلى جحيم وكابوس مزعج قد تؤدي في أحيان كثيرة إلى حالات من الاكتئاب المزمن لا علاج لها إلا بالإنتقال إلى مكان آخر تتوفر فيه سبل الراحة النفسية.... ويضيف مهند لكسب الراحة النفسية في العمل يجب أن لا نحول كل مسألة إلى نزاع شخصي وفي حال كانت هناك فعلاً مشكلات حقيقية في العمل فيفضل حلها بما يرضي جميع الأطراف.‏
رأي علم النفس‏
ولمعرفة رأي أهل الاختصاص في هذه الظاهرة التقينا د. ثائر محفوض اخصائي علم النفس الذي تحدث لنا عن بعض الحلول التي تساعد على التخفيف من آثار ضغوط العمل فقال:‏
هناك نقاط عديدة تساعدنا في الحد من هذا الضغط ومن أبرزها.... تعلم كيفية استغلال الوقت بشكل حقيقي وفعال خاصة في أوقات العمل بحيث لا نقوم بهدره بعمل أشياء قد لا تكون هامة مع وضع قائمة بالأعمال والأولويات الأهم والقيام بإنجازها أولاً.... فالأعمال الأقل أهمية يمكن أن ننتظر قليلاً ريثما يتم إنجاز الأعمال المهمة.... بالإضافة إلى عدم تحميل أنفسنا مسؤوليات خارجة عن حدود قدراتنا حتى إن كان ذلك سبباً في خذلان البعض من الزملاء وهذه الحالة يمكن أن تكون إلى حد ما طبيعية ولكن إن زادت عن حدها يمكن أن تتحول إلى أداة تجذب معها الإجهاد والتوتر لذلك هنا يجب أن نتعلم كيف نكون حازمين تجاه هذه المواقف وأن نتعلم كيف نقول كلمة لا عند الحاجة.... كذلك قد يكون الخلاف بين الزملاء في مكان العمل السبب المباشر للشعور بالتوتر والإحساس بالإجهاد النفسي وتحول مكان العمل إلى كابوس مزعج ولكن يمكن التخلص من معظم هذه المشاكلات في حال تم تحديدها وتغيير السلوك تجاهها والبحث عن حلول ترضي جميع الأطراف .‏
وهنا في هذه الحالة يجب أن نطرح دائماً على أنفسنا سؤالاً.... أحقاً هذه القضية مهمة وتستوجب فعلاً نشوب الخلاف مع الزملاء وكل هذا الشعور بالتوتر والغضب والانزعاج؟...‏
وأخيراً أود الإشارة إلى أن أفضل حلٍ لتجنب ضغوط العمل جميعها هو التأقلم مع الموضوع قدر الإمكان وتقبله كما هو بحيث لا يتحول أبداً إلى كابوس يومي مزعج...‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق