السبت، 11 أبريل 2009

ضغوطات العمل وحالات الشد العصبي!



زادت المشكلات النفسية , نتيجة لضغوط الحياة, والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية, والزحام , والضوضاء فالحياة لم تعد بسيطة كما كانت , وأثرت هذه المشكلات على العلاقات الشخصية وعلى الأسرة وانعكست على أماكن العمل.
> هند سيدة جميلة وهادئة, تعمل محاسبة , ومتزوجة من زميل لها في العمل , تحبه لدرجة الجنون, وتغار عليه, أدركت زميلاتها نقطة ضعفها وحاولن استفزازها وإثارة غيرتها على زوجها, حتى وصل الأمر أنها انفعلت عليه وغضبت وضربته بالحذاء , وهنا اتهمها الجميع بأنها ( مجنونة رسمي).‏
> جهاد عمره متوسط.. يعتقد أنه أديب لا يفوقه أحد, لم يستطع أن يحظى بمحبة فتاة , بسبب طبعه المتعجرف وشخصيته المتسلطة , ويبدو أن هذا الأمر أثر على نفسيته , وأصيب بحالة اكتئاب حاد,, فهو يذهب إلى عمله في دار للنشر مرتدياً ملابس قذرة وأحياناً يتخيل أن هناك من يحادثه , وفجأة يرجع إنساناً طبيعياً واجتماعياً, ولكن متعجرفاً.‏
> ليلى موظفة في مؤسسة استهلاكية كانت تعمل على صندوق البيع , وكانت فتاة طبيعية حتى توفيت والدتها , وأصبحت تعتقد أن كل الرجال الذين حولها يطمعون بالمنزل الذي تركته لها أمها, وأكثر يطمعون بجمالها رغم أنه أقل من عادي , ولكنها تصر على أنها أجمل من ليلى علوي.‏
وازدادت مشكلتها حدة حين صارت تتهم كل زبون بالتحرش بها ومغازلتها , ما اضطر مدير المؤسسة إلى نقلها للعمل الإداري , أما بالنسبة لزملائها في العمل فقد تعودوا على تصرفاتها , بل إنهم يسخرون منها , ويوهمونها بأن هناك عريساً يود الزواج منها فتفرح وتصر على أن يطلبها العريس من والدتها المتوفاة.‏
> أما د. عبادة فينطبق عليه قول جبران ( بين العقلاء والمجانين فاصل أدق من نسيج العنكبوت).‏
فقد تخرج من كلية الآداب قسم التاريخ بتفوق وحصل على الماجستير والدكتوراه, ولا يمكن لأي رقم أو تاريخ أو كلمة أن تفلت من ذاكرته .. لكنه يعاني من مشكلة حبه للكلام , حيث يستطيع أن يتحدث ساعات طويلة في عدة موضوعات من دون تركيز والغريب أنه مثقف جداً ولديه مقدار هائل من المعلومات العامة والثقافية .. ولكن يهرب منه زملاؤه والناس لأنه يربكهم بكثرة كلامه وصوته العالي, وعدم سماحه لأحد بالتحدث وهو موجود.‏
> عن تحليل الظواهر والحالات يقول: د. ياسر المحسن اختصاصي بالطب النفسي : إن ضغوط العمل عادة ما تسبب حالة من الشد العصبي وتؤثر على حالة الإنسان النفسية وتؤدي إلى إصابته بالمرض النفسي كالفصام والهوس العقلي , أو التوتر والقلق أو الخوف والاكتئاب والوسواس.‏
وأضاف د. ياسر إن هناك أسباباً مباشرة تهيىء الإنسان للمرض النفسي إذا تعرض لها, ومنها ضغوط الحياة وصعوباتها , والتنشئة الخاطئة التي تعرض لها الإنسان, وظروفه الخاصة , ونوعية شخصيته , والبيئة التي عاش فيها , والصراعات والاحباطات المختلفة التي تعرض لها , كالفشل والخسارة والحرمان سواء العاطفي أو المادي , والعوامل الوراثية, والبيولوجية ويرى د. ياسر أن بقاء هذا المريض في العمل ضرورة له ولكن مع تلقي العلاج اللازم, وتفهم المحيطين به لحالته ومعاملته على أساس أنه مريض وليس فكاهة يتندرون بها وعليهم التعاطف معه وإظهار الحب والتسامح والتقدير لإمكانياته وقدراته الضعيفة بلا ضغوط أو توتر.‏
أما إذا كان المريض متدهوراً عقلياًَ , فيفضل عدم توكيله بأي عمل ومعالجته في مصحات مختصة.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق