الاثنين، 6 أبريل 2009

ضغوط العمل لدى معلمي التربيه الخاصه!


أولاً: ضغوط ترتبط بالعمل بمجال التربية الخاصة : وتتضمن ما يلي :أ - متطلبات الدور : Role requirements يعبر الدور عن مجموعة التوقعات السلوكية التي يتوقعها الآخرون من الشخص القائم بدور معين . وعادة ما يواجه معلم التربية الخاصة في مدرسته مجموعة من التوقعات تتأتي إليه من تعدد الأدوار التي يتعين عليه القيام بها , وكثيرا ما تكون هذه التوقعات متضاربة فتخلق صراعًا نفسيًا يفضي به إلي الشعور المتزايد بالضغوط , ومن الضغوط التي يفرضها قيام معلم التربية الخاصة بدوره ما يلي :1- صراع الأدوار : Role effect : يحدث صراع الدور عندما تكون هناك متطلبات متعارضة في آن واحد تقع علي الفرد سواء من رئيسه أو زميله أو المرءوسين بحيث يصعب علي الفرد مسايره مجموعة التوقعات ذات الصلة بالعمل مما يؤدي إلي حدوث صراع الدور بالنسبة لهذا الفرد.2 - غموض الأدوار : Role ambignity : وهو يعني نقص المعلومــات الواضحة بخصوص التوقعات المرتبطة بالدور , وطرق إنجاز توقعات الدور المعروفة ونتائج أداء الدور .حيث أن هناك عدة مصادر رئيسة تقف وراء الغموض الذي يحيط بالأدوار التي يقوم بها الفرد وهي :(1) عدم وصول المعلومات الكافية للفرد ؛ من المدير والمشرفين حول طبيعة الدور المطلوب منه أداؤه وهذا النقص في المعلومات يجعله عاجزاً عن فهم الدور المطلوب القيام به في المؤسسة التي يعمل بها .(2) تقديم معلومات غير واضحة للفرد ؛ من قبل المدير أو المشرفين وخاصة تلك المعلومات التي تحمل مصطلحات غير مفهومة أو مألوفة بالنسبة للفرد .(3) عدم وضوح السلوكيات التي تمكن الفرد من أداء الدور المتوقع منه ؛ وذلك حين يسند له مهام دون توضيح الطريقة التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه المهام .3- زيادة أعباء الدور : تعتبر الزيادة في أعباء العمل مصدراً هاماً للضغط , ولذلك يلزم أن نفرق بين نوعين من الزيادة في أعباء العمل وهما:1- العبء الكمي :والذي يكون فيه الفرد مطالباً بأداء مهام كثيرة مختلفة أو ليس لديه الوقت الكافي لإنجازها (لطفي محمد, 1992) فمن المؤكد أن عدم كفاية الوقت للقيام بأعباء المهنة ومتطلباتها يؤدي إلي الضغوط , كما أن قلة الوقت اللازم للراحة والاسترخاء تشعر الفرد بالضيق والتوتر والضغط (Tanner, C. et al. 1991) فأحياناً يقتضي العمل من الشخص الاستمرار فيه لساعات طويلة متواصلة دون التمكن من أخذ فترات راحة , وسواء كان ذلك خلال وقت العمل أو ما يتطلبه العمل أحياناً فيما يسمي بخارج وقت الدوام , هذه الحاجة إلي الاستمرار في العمل دون أخذ فترات راحة قد يكون مصدرها تواصل العمل , والمقاطعات المستمرة في العمل , سواء كان ذلك من خلال الزوار أو الاجتماعات أو المكالمات الهاتفية , وكل ذلك يمثل ضغوطاً تؤثـر علي صحة الفرد وكفاءته في أداء العمل ( عبد الرحمن هيجان , 1998) فالمعلم الذي يتحمل زيادة كبيرة في عبء العمل يقع تحت وطأة مستويات عالية من الضغوط بما يترتب عليها من زيادة في ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم ( عويد المشعان , 2000أ).2- العبء النوعي :وينشأ عندما لا تتوافر لدي الفرد المعارف والمهارات اللازمة للقيام بجزء من العمل , حيث يشير سامي ملحم ( 1992) إلي أن المعلم يقوم بمهام تتطلب مهارات عالية قد لا يملكها ( كإلقاء المحاضرات , أو إعداد ونشر البحوث , والمشاركة في اللجان المدرسية , والقيام بالاستشارات التربوية ) مما يؤدي إلي معاناته من مستوي عال من الضغط يترتب عليه ظهور عدد من أعراض الضغط النفسي .إن مجرد مراجعة سريعة للأعباء الملقاة علي عاتق معلمي التربية الخاصة يمكن من خلالها الوقوف علي أنهم محملين بأعباء كثيرة فمن أهمها : إجراء التقييم والتشخيص التربوي , وحضور اجتماعات فريق التقييم بهدف إحلال الطلاب في المكان التربوي المناسب , إعداد البرنامج التربوي الفردي ومتابعة تطبيقه , وتقديم خدمات الاستشارة لأولياء الأمور والمعلمين العاديين بمدارس الدمج, والمتابعة المستمرة لسلوك التلاميذ في الفصل وأثناء قيامهم بالإشراف في فترة الفسحة والإشراف علي التلاميذ أثناء تناولهم الطعام في المطعم ( خاصة للأطفال المتخلفين عقلياً , والمعوقين بصرياً ) , هذا إلي جانب أعباء إعداد الدروس وتحضيرها وإلقائها , ونتيجة لهذه الأعباء المتزايدة فمن المتوقع أن يقع أولئك المعلمين تحت ضغوط أكثر مما يواجهه معلمو المدارس العادية .ب ـ الأعباء الماليـــة :يشعر المعلمون عادة بأن الرواتب الشهرية التي يحصلون عليها لا تصل إلي مستوي كمية العطاء الذي يقدمونه مما يسهم في زيادة معاناتهم وتوترهم (سامي ملحم , 1992) حيث يعتبر العائد المادي الذي يتقاضاه معلم التربية الخاصة من عمله من أهم عناصر العمل وهو أحد العوامل الدافعة للعمل , فانخفاض مستوي الأجر يؤثر علي نفسية المعلم , حيث يشعر معلمو التربية الخاصة بعدم الرضا عن الحوافز المهنية من عملهم مع الأطفال المعوقين (مريم التركستاني ، 1995)وقد كشفت نتائج دراسة سينجر Singer, J. (1992) أن معلمي التربية الخاصة الذين يتقاضون مرتبات مرتفعة هم أكثر تمسكاً بوظائفهم واستمرارهم فيها بمقارنتهم بمن يتقاضون رواتب منخفضة , ولقد أكدت العديد من الدراسات الدور الحيوي الذي يلعبه انخفاض الرواتب في ارتفاع الضغوط لدي معلمي التربية الخاصة (Johnson , J . 1983 ; Fimian , M. & Michael , J . 1983 ; Vilma, J. & Martda , E. 1985). جـ ـ مكــانة المهــنة :تعد الوظيفة ذاتها مصدرًا آخرًا من مصادر الرضا والضغوط في العمل لدي الفرد وذلك لما تتصف به هذه الوظيفة من صفات تميزها عن غيرها من الوظائف الأخرى , سواء كان ذلك فيما يتعلق بالفئة التي تصنف فيها هذه الوظيفة , أو المكانة التي تتيحها لشاغلها أو الحيوية التي تضيفها علي الأفراد الذين يعملون فيها , كما نعلم أن الوظائف ليست في درجة واحدة من الأهمية والتقدير والمكانة , حيث تختلف فيما بينها وهذا الاختلاف يعد سببًا من أسباب الضغوط لدي الأفراد في العمل .ثانياً: ضغوط ترتبط بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة : وتتضمن ما يلي :أ- خصائص الأطفال ذات النوعية المتفردة :لعل العمل مع الأطفال المعوقين يأتي في مقدمة المهن التي يمكن أن تخلق مشاعر الإحباط لدي العاملين , وذلك لما تقتضيه هذه المهن من أعباء التعامل مع فئات متنوعة من الأطفال غير العاديين الذين يعانون من الإعاقات الحركية والعقلية والسمعية والبصرية أو الإعاقات المتعددة حيث يعتبر كل شخص حالة خاصة تتطلب نمطًا خاصًا من الخدمة والتعليم والتدريب (عدنان الفرح, 1999)ويلعب نوع الإعاقة وحدتها دورًا هامًا في الضغوط التي تفرضها علي معلمي التربية الخاصة. فقد كشفت نتائج دراسة زيدان السرطاوي (1997) عن أن أكثر معلمي التربية الخاصة شعوراً بالإجهاد هم علي التوالي : معلمو المتخلفين عقلياً , الإعاقة السمعية , صعوبات التعلم , المكفوفين , وقد يرجع ذلك إلي انخفاض القدرة العقلية لدي المختلفين عقلياً وما يصاحبها من مشكلات تجعل مهمة المعلم أكثر صعوبة في تعليم المتخلفين عقلياً . فمشكلات الأطفال المتخلفين عقلياً ترفع من درجة الإجهاد والتعب لديهم ومن ثم تولد لدى المعلم مزيداً من الضغوط , وهذا ما أكدته نتائج دراسة خولة يحيى ورانا حامد (2001) من أن خصائص التلاميذ المعوقين عقلياً تعد أحد أهم مصادر الضغوط التي تقع علي معلم التربية الخاصة وذلك لما يتصفون به من خصائص تتطلب وقتاً من قبل المعلم من أجل التعامل معه , في حين كشفت نتائج دراسة عدنان الفرح (1999) عن أن أكثر فئات المعلمين شعوراً بالضغط النفسي هم أولئك العاملين مع ذوي الإعاقات المتعددة , وذلك لصعوبة ظروف العمل أو ضغط العمل الزائد الذي يتطلبه التعامل مع ذوي الإعاقات المتعددة .ب - انخفاض دافعية ذوى الاحتياجات الخاصة :يعاني المعلمون من مسببات الضغط الناتجة عن مسئوليتهم في مدي ما يحققه التلاميذ من مستويات متباينة في التحصيل الدراسي ومدي تمكنهم من اجتياز الاختبارات الدورية التي تقدم لهم علي مدار العام الدراسي , ولعل انخفاض قدرات وإمكانات الأطفال المعوقين , وتنوع مشكلاتهم وحدتها أحياناً قد يخلق لدي العديد من العاملين معهم الشعور بالإحباط وضعف الشعور بالإنجاز والنجاح , الأمر الذي من شأنه أن يولد لدي هؤلاء العاملين الشعور بالضغوط النفسية والمهنية.جـ - صعوبة ضبط ذوي الاحتياجات الخاصة :إن إدارة الفصل وضبط النظام فيه تستلزم جهدًا كبيرًا من المعلم وتعد مشكلة تؤرقه خاصة إذا كان عدد التلاميذ في الفصل كبيراً وإذا كان المعلم جديداً في المهنة , أو إذا كان ذا كفاءة محدودة في إدارة الفصل , فالمشكلات الصفية هي نتيجة للسلوك السيئ الذي يصدر عن بعض التلاميذ بفعل عوامل قد تكون محددة ومرهونة بالجو الصفي أو عوامل غير محددة لدي التلميذ , والحقيقة أن المعلمين يختلفون فيما يعتبرونه سلوكًا صحيحًا وما يعتبرونه سلوكًا سيئًا , فالسلوك الذي يبدو مقبولاً لدي بعض المعلمين قد لا يقبله آخرون , فالمعلم هو الذي يقرر السلوك الذي يعتبر مقبولا أو غير مقبول .د - زيادة أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة :تعد زيادة أعداد التلاميذ داخل الفصل من الأمور التي قد تسبب ضغوطاً علي المعلمين , فلقد كشفت دراسة عبد اللطيف الأشقر (1992) والتي استهدفت التعرف علي الصعوبات التي تواجه المعلمين في تدريسهم بسبب كثافة الفصول ما يلي : صعوبات تتعلق بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ , وصعوبات متعلقة بتقويم التلاميذ , وصعوبات تحول دون تنويع المعلم لاستراتيجيات التدريس , وصعوبات تتعلق بإدارة الفصل , وصعوبات تتعلق باستيعاب التلاميذ بالنسبة للحيز المكاني , وصعوبات تتعلق بالتفاعل بين المعلم وتلاميذه والآثار التي تنعكس علي المعلم من حيث الإرهاق , وانخفاض الروح المعنوية والرضا الوظيفي .ثالثاُ: ضغوط ترتبط بالمناخ الاجتماعي : وتتضمن ما يلي :أ - سوء العلاقات في مجال العمل :عند النظر في علاقات الفرد داخل المؤسسة يتضح أن المديرين والموظفين علي السواء ينتمون للعديد من الجماعات الرسمية والغير رسمية المختلفة والمتشابكة , فعضوية جماعات العمل الوظيفية يرسمها هيكل المنظمة الذي يحدد الأدوار ونمط الســلوك المطلوب, وقد يُكون الأفــراد جماعات المصلحة أو الصداقة لوجود خصائص مشتركة فيما بينهم مثل العمر أو المناشـط الترويحية وغيرها , وتتكون مثل هذه الجماعات لتحقــيق هدف مشترك قد يتوافق أو لا يتوافق مع الأهداف العامة للمؤسسة.ب – غياب الدعم والمساندة الاجتماعية :تعد المساندة الاجتماعية في العمل ذات أهمية بسبب قدرتها علي التخفيف أو القضاء علي التأثيرات الضارة لعوامل الضغط التنظيمية ، أي أن مواقف العمل التي يفترض أنها مليئة بالضغوط لا ينتج عنها توترات لو كان للموظفين من يساندونهم .جـ - عدم تعاون أولياء الأمور :إن عدداً لا يستهان به من آباء وأمهات الأطفال المعوقين ينتمون إلي بيئات اجتماعية واقتصادية متنوعة فالبعض منهم لا تتوافر لديهم الخلفية الثقافية أو التربوية التي تمكنهم من التعامل الصحيح مع المشكلات التعليمية المعقدة , وينشأ هؤلاء الآباء والأمهات عادة في ظروف بيئية لا يقيم فيها التعليم تقييماً عالياً وهؤلاء ليس لديهم اهتمام بتعليم أبنائهم أو مساعدة المعلم علي ذلك , في حين نجد آباء آخرين لديهم شغف كبير لمساعدة طفلهم ولكنهم قد يفسدون أيضا - دون وعي منهم – آثار البرنامج التعليمي المدرسي من خلال مواقفهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق